البورصة المصرية: هل هي "عجيبة" فعلاً أم "كنز من الفرص" ؟ (دليل المستثمر الواعي)

الكاتب: Khalid Aladdin تاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: اكتشف الطبيعة الفريدة للبورصة المصرية وتقلباتها الشديدة، وكيف يمكن تحويل نقص السيولة والتذبذب إلى فرص استثمارية ذهبية للمضاربين والمستثمرين الواعين.

 



البورصة المصرية: هل هي "عجيبة" فعلاً أم "كنز من الفرص"؟ (دليل المستثمر الواعي)

لو كنت من متابعين السوق المصري خلال الفترة اللي فاتت، فأكيد لاحظت حاجة غريبة جدًا بتحصل في البورصة المصرية. كأنها بتعيش في عالم موازٍ، ردود أفعالها مبالغ فيها جدًا مقارنة ببورصات العالم التانية. لدرجة إني وصفتها مرة في بوست بإنها "بورصة عجيبة"، ولقيت تفاعل كبير من ناس كتير متفقة مع الرأي ده.

لكن السؤال المهم: هل هي عجيبة فعلًا لدرجة إننا نستسلم ونقول إنها مؤامرات ومش هنعرف نتعامل معاها؟ ولا في سبب وراء العجب ده؟ في المقال ده، هنكتشف مع بعض طبيعة البورصة المصرية وأسباب سلوكها ده، والأهم: إزاي ممكن نحول العيب ده لفرصة ذهبية ليك كمستثمر!

سلوك "مبالغ فيه": التذبذب الشديد سمة أساسية

كلمة "بورصة عجيبة" مش بتنطبق بس على الأحداث الأخيرة، ده سمة أساسية في البورصة المصرية وهي "التذبذب الشديد". ممكن تلاقي نسبة هبوط وصلت لـ 7% في بداية الحرب، في حين إن بورصات الخليج وحتى الدول المتحاربة نفسها كان النزول فيها أقل بكتير. مش بس كده، نفس السلوك ده اتكرر يوم 6 أبريل بخصوص موضوع التعريفات الجمركية، ويوم 4 أغسطس 2024 لما اليابان رفعت الفايدة. بنتكلم عن "ثلاث انهيارات كبيرة في أقل من سنة"!

التقلبات دي بتخلي ناس كتير تشوف إن البورصة "أهبطها أكتر من صعودها"، وإنها مليانة "مضاربات وميكارات". الأسوأ إنها بتخلي مستثمرين كتير يبيعوا أسهمهم في أوقات اليأس والإحباط، وده بيأكد إن تأثير المشاعر في البورصة من أكتر الحاجات اللي بتخسر الناس فلوسها.

نظرة متوازنة: ليست سلبية بالكامل

طيب، هل البورصة المصرية "صحراء جرداء" ومفيش أي حاجة إيجابية فيها؟ بالتأكيد لأ. البورصة المصرية بتشهد تداولات يومية بتعدي 5 مليار جنيه، وده دليل واضح على وجود مستثمرين بيتعاملوا فيها.

الهدف مش إننا نرسم صورة سلبية بس، لكن اللي عايز أقوله إن "في البورصة وفي الحياة عمومًا، ما فيش حاجة سلبية تمامًا ولا حاجة إيجابية تمامًا". كل حدث، زي أزمة كورونا أو حرب روسيا وأوكرانيا، بيكون له "رابحين وخاسرين". الشطارة هنا إنك "تاخد أكبر قدر ممكن من المميزات وتتجنب أكبر قدر ممكن من العيوب".

السبب الرئيسي للتذبذب: نقص السيولة الحاد

ليه البورصة المصرية حساسة جدًا وبتتفاعل بشكل مبالغ فيه؟ السبب الرئيسي والأهم هو "مرض مزمن بيصيب أسواق المال اسمه نقص السيولة الحاد".

ممكن تستغرب وتقولي 5 مليار جنيه في اليوم ده مبلغ كبير، لكن لما نقارن ده بأسواق زي البورصة الأمريكية أو الفوركس اللي بتتعامل بـ "تريليونات الدولارات"، هنعرف إن الـ 5 مليار دي "فكة".

نقص السيولة ده معناه إن "أي مبلغ مهما كان صغيرًا بيكون كافيًا أنه يحرك الأسهم بنسب كبيرة". وده بيسهل كمان "وجود عمليات تلاعب في بعض الأسهم". عشان كده، لو كنت لسه جديد في السوق، نصيحة مهمة: استثمر في الأسهم الكبيرة اللي قيمتها السوقية عالية، لأنها بتكون أصعب شوية في التلاعب وبتحتاج مبالغ أكبر عشان تتحرك.

لماذا السيولة قليلة في البورصة المصرية؟

أسباب نقص السيولة كتير، وأهمها:

  • قلة عدد الشركات المدرجة في البورصة المصرية: حاليًا حوالي 250 سهم بس. تخيل إن البورصة المصرية نفسها في سنة 2002 كان فيها حوالي 1150 سهم. قارن ده بالبورصة الأمريكية اللي فيها حوالي 6000 سهم.

  • قطاعات كاملة غير ممثلة في البورصة: زي قطاع الرياضة وقطاع التكنولوجيا. المستثمر بيفضل السوق اللي يلاقي فيه خيارات كتير، زي اللي بيفضل يروح "الهايبرات الكبيرة" عشان عارف إنه هيلاقي كل حاجة محتاجها.

التذبذب العالي: "مكنة توليد فرص" و"كنز" حقيقي!

بص للتذبذب ده بنظرة مختلفة تمامًا. هو مش عيب وبس، ده "مكنة توليد فرص" و"كنز من الفرص". والفرص دي مش بس للمضاربين، لأ دي فرص للمضاربين والمستثمرين الاتنين.

فكر كده: لو مكانش فيه تذبذب والأسهم ماشية في خط مستقيم وقيمتها عادلة دايمًا، هتعرف تشتري أسهم كويسة بأسعار رخيصة إمتى؟ وهتبيع إمتى بأسعار عالية؟ وقتها، كل المستثمرين هيكونوا زي بعض، ومفيش فرق بين اللي فاهم واللي مش فاهم.

التقلبات دي هي اللي بتخليك تعرف "تصطاد أسهم كويسة بأسعار رخيصة" وهي اللي بتخليك لما تحب تخرج "تبيع بأسعار عالية".

الخلاصة: كيّف استراتيجيتك

ما فيش بورصة "حلوة" وبورصة "وحشة". لكن "كل بورصة وليها طريقة التعامل المناسبة ليها". الأهم إنك "تبقى مدرك وواعي لطبيعة البورصة اللي أنت شغال فيها".

مش كل الاستراتيجيات تنفع مع كل البورصات. كل ما السيولة في السوق تزيد، كل ما كفاءة التسعير تتحسن وسلوك الأسهم يبقى منطقي أكتر وأسعارها تعكس قيمتها بشكل أدق. بالتالي، المضاربة في سوق سيولته قليلة بتكون أخطر بكتير. حتى التحليلات الفنية بتكون أدق في الأسواق ذات السيولة العالية.

عشان كده، لازم "تاخد وضع السوق في الاعتبار وأنت بترسم ملامح الاستراتيجية بتاعتك". افهم السوق اللي بتتعامل معاه، استغل التذبذبات لصالحك، وخد قراراتك بناءً على وعي ومعرفة، مش مجرد مشاعر يأس أو إحباط. البورصة المصرية رغم تحدياتها، بتقدم فرص استثمارية ممتازة للي يعرف يتعامل معاها بذكاء.


وجب التنوية : هذا الفيديو هو خلاصة ما قدمتة قناة الفرصة في البورصة علي اليوتيوب 


قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

633642541683399035

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث